مسألة تخفيض الدعم السلعي، أو خلافه، في السودان، في هذه الأيام، مهمة – وقد ذكرنا سابقا أن الجماهير دخلت في نقاش وتعلّم جاد حول الاقتصاد السياسي عموما من بوابة مسألة الدعم السلعي، وتلك محمدة – لكنها استغرقت من الناس الكثير من الاهتمام، والأخذ والرد، على حساب مسائل أخرى لا تقل عنها أهمية إن لم تكن أهم. بعض الناس حاولوا أن يبقوا خارج التداول الحاد بصيغة “مع أو ضد”، لا زهدا في المواقف وإنما لأن الجانب الذي ينقص فيه عدد الناس الآن هو جانب النظر للقضية من ناحية النظُم ومن ناحية الأمد المتوسط والطويل. … More
مدونة
مدونة سرادق
عندنا جائحة وعندنا زهور
من أكثر الصناعات ازدهارا في كينيا صناعة الزهور (زراعتها وحصادها وتشذيبها وشحنها). وهي من أهم الصناعات وأكثرها استقرارا في كينيا لأنها من أكثرها جلبا للنقد الأجنبي، إذ أن الأغلبية الكبرى من الزهور يتم تصديرها خارج البلاد (والبقية المحلية يتم استهلاك أغلبيتها ضمن القطاع السياحي، المصدر الآخر للنقد الأجنبي). يتم تصدير معظم الزهور إلى أوروبا الغربية بالذات. يمكن أن نقول إن سلسلة القيمة في مجملها تابعة لأوروبا أكثر من كونها تابعة لكينيا، لكن على العموم فكينيا تستفيد منها بالقدر الذي يجعلها تهتم بهذا القطاع باستثناء ودلال كأحد ميزاتها التنافسية في باحة الاقتصاد العالمي.… More
مثقفو القضايا الخاسرة
حفّزني لهذا المكتوب أمران، أحدهما تعليق من عماد الدين عيدروس، كتبه مؤخرا في صفحته في فيسبوك، حيث قال، “حفظ الفلسفات لا يجعلك يساري فالشرط الانساني المسبق هو الحساسية ضد الاستغلال والقهر والوقوف مع المضطهدْ زي ما حفظ الأحاديث والقرآن لا يجعلك مؤمنا عند الصوفي، فالشرط المحبة. والماعندو محبة ما عندو الحبة”؛ وثانيهما عبارة كتبتهما كذلك قبل فترة بسيطة في نفس الاتجاه، في فيسبوك، قلت فيها، “من المشاكل والتعقيدات، دلائل غياب توطّن المفاهيم بتاعة الديمقراطية والمؤسسية، وغيابها حتى عند جمعٍ من أصحاب الأقلام والأعلام (بما يشير لمسألة قيلت كثيرا في كتابات التاريخ والفلسفة: الفهم والاستيعاب عملية معقدة لا تأتي من الاطّلاع وحده ولا تأتي من الممارسة وحدها، بل وحتى المزيج بينهما قد لا يكون كافيا حسب الملابسات والاعتبارات الذاتية والموضوعية).”.… More
رجال الدين، والتلغراف والخيّالة
يمكن القول إن رجال الدين، في معظم الأديان السابقة والمعاصرة، لعبوا في الماضي دور علماء الاجتماع والقانون والإدارة في زمانهم، إذ في تلك الأزمان لم تكن هنالك نظم إدارة أو دراسات قانون أو اجتماع أو اقتصاد، إلخ، سواء للتدريس أو الممارسة، مستقلة عن عقيدة الجماعة وعن مذهبية من في السلطة. أيضا يمكن استيضاح أن تطوّر وتعقّد الكتابات والمدارس والمجادلات الفقهية إنما كان تبعا لتطوّر وتعقّد المجتمعات مقارنة بالمجتمع المؤمن الأول، التأسيسي.… More
الشريكان المتربّصان، وخضم الثورة
حول الاقتلاع والموت الطبيعي
[كُتبت هذه المقالات، في بدايتها، للمشاركة في دوائر محدودة فحسب، وعبر منصات محدودة، لكنها مع نشر المقال الأول والثاني تجاوزت تلك الدوائر، وتناولتها مقالات أخرى عامة بالرد، فصارت عامة، رغم تخطيط الكاتب. نقدمها هنا وفق تسلسلها الذي صدرت به، ووفق تواريخ نشرها]
حول الاقتلاع والموت الطبيعي (1)
من الأنماط الملحوظة هذه الأيام أن عددا غير قليل من الجمهوريين – تلاميذ الأستاذ محمود محمد طه – يفكرون ويحللون وفق ظنونهم وأمانيهم المتعلقة ببعض نصوص الأستاذ، وخاصة بعض نبوءاته أو قراءاته لسير الأمور في مستقبل السودان.… More
المثقف بحاجة إلى المجتمع
نيريري وتشومسكي اتفقا على أن معظم المنتمين لشريحة المثقفين، في أي مجتمع حديث، يتمحور عملهم ومسارهم المهني حول خدمة الأوضاع القائمة كمقابل للمكانة الاجتماعية والاقتصادية المناسبة لهم في ذلك المجتمع. لا يُستثنى من ذلك إلا مثقفون ثوريون، أو غير ثوريين بالضرورة لكن لديهم بوصلة أخلاقية نادرة وإخلاص شديد لمجالات بحثهم/إبداعهم وحسب.
من ناحيته، يركّز نيريري على أن المثقف الأصيل لا يكون أصيلا فعلا إلا حين يفهم حاجته للمجتمع وحاجته لأن يوظّف مقدراته للارتقاء بالمجتمع ككل – أي مصالح أهله وطموحاتهم – إذا أراد لنفسه الارتقاء.… More