قصتي مع تنزانيا (سلسلة)

[نُشِرت هذه السلسلة في الوسائط، بين 6 و15 يوليو 2017، ثم نُِشرت آخر حلقة في 10 أكتوبر 2018]

الكثير من الأصدقاء والأهل والمعارف يسألوني: تنزانيا دي قصتك معاها شنو؟ (استفسارا وتعجبا وفضولا في نفس الوقت). طيب، ممكن نحكيها.

بدأت قصتي مع تنزانيا بدايات العام 2013. لكن بوادر العلاقة بدأت قبل ذلك ببضعة سنوات.

اهتمامي بإفريقيا عموما بدأ مع نهاية دراستي الثانوية. أحببت أن أتعرّف على ذلك الجانب من هوّيتي أكثر، خصوصا وأني لم أحظ بفرص كثيرة للتعامل مع أفارقة آخرين (بخلاف السودانيين أو المصريين) إلى ذلك الحين.… More

حول نمطية المديرة الأنثى

مؤخرا، مرّت علي مقالات وكتابات – أو مررتُ عليها – تتناول الصورة النمطية عن “الرئيسة/المديرة الأنثى”
myth of the female boss
والتي تقول إن النساء حين يجدن أنفسهن في مواضع سلطة، في المجال العام، فإن هنالك صورة نمطية تنطبق على معظمهن في تلك الحالة: وهي أن المديرة الأنثى لا تتحمّل أي نقد، ولا تغفر في الخلافات، وتشدد على الموظّفين أكثر من معظم الرؤساء الذكور، وتتعامل مع أي طموحات في التطوّر عند من يعمل ضمن فريقها بأنها تهديد لمكانها، إذ أنها لا تشعر بالثقة والامان في منصبها وقدراتها (ما مالية مكانها).… More

متى تثور الشعوب: السودان كحالة

الحشود بالخرطوم صباح 11 أبريل 2019، نهار سقوط عمر البشير الصورة: مسارب

“الخط البيانى فى اتجاه وعي الشعب باستمرار صاعد، ومن حسن التوفيق وعي الشعب صاعد ووعي القادة والحكومات نازل! لكن الخط البياني ده، ليصعد أكثر، بيحتاج فى بعض الأحيان أن يكون فى ضغط على الشعب من الحكومات. لكن الحكومات البتضغط على شعبها هى من الغفلة بمكان… السيل بِتجمّع خلف السدود قطرة، قطرة؛ الموية بتتجمع سرف؛ البيجاي للسد ما بِتصوّر بهناك فى حاجة حاصلة، لحدي ما الموية تبلغ حد بتشيل أو تجتاح السد وتجي ماشة
محمود محمد طه

“حين ننتفض ونثور، لا يعود سبب ذلك إلى وجهٍ ثقافي معيّن.

More

حول صراع الهامش والمركز في السودان: مقاربة موجزة

(مشاركة موجزة، ضمن نقاش جرى على صفحات فيسبوك، في منتصف 2018)

الدراسات والخلاصات الفكرية حول فهم العنصرية، في عصرنا الحديث، صارت عموما متوافقة على قضايا عامة، يمكن تلخيصها في الآتي:

أولا: العنصرية مطية سلطوية، أي أنها تعبّر عن نفسها بالأصالة عن طريق السلطة ومؤسسات السلطة، وأحيانا بالحوالة فقط عن طريق العلاقات الاجتماعية القحة. بطبيعة الحال هنالك حالات من تنافر بعض الفئات وفق خلفياتهم الإثنية، أو الزعل التاريخي، لكن هذه لا ترقى لمرحلة العنصرية إلا حين تكون هنالك ممارسة واضحة للتسلط والقهر من فئات على فئات أخرى.… More

وأجِرني من أوهام السوشَلْميديا

(بعض ظلامات “ثورة الاتصالات”)

طرائق تفكير الناس تتنوع، لكنها بصورة عامة تتأثر بمناخاتهم النفسية في الظروف الزمنية. وذلك ينطبق بصورة شبه متساوية على ذوي الحظوة النسبية من التعليم والخبرة وعلى من هم أقل حظوة، وعبر أي تصانيف أخرى (العمر، النوع الاجتماعي، اللغة، إلخ).

حين يبدأ امرئ بالتفكير باتجاه معيّن، بدوافع، أو وقود داخلي، أصلها تجربة ذاتية غذّت منظورا معيّنا للأشياء وللأحياء من حوله، فإنه يصبح في حركته مثل القطار، يستجمع سرعته تدريجيا ثم ينطلق، وحين ينطلق في ذلك الاتجاه لا يمكن إيقافه بصورة مفاجئة، بل حتى لو بدأ الوقود ينفذ، أو حصلت إعادة لحساب الوجهة المطلوبة، فأي تغيير في مسار القطار وسرعته سيحدث غالبا بصورة تدريجية كذلك — إلا في حالات نادرة، قد يحصل فيها توقّف فجائي، وغالبا ما تكون لأسباب مفاجئة أو طارئة جدا — وفي تلك الأثناء فمن يرى القطار سيرى أنه ما زال يمضي في نفس مساره وبدون أن يبدو عليه تغيّر في الدوافع أو الأهداف، أما “القطار” فوحده يدرك أنه بصدد تحوّلات مقدّرة وهذه فقط بدايتها.… More

قصة الدين: المنبَتُ الأرض والمطمحُ السماء

الدين لغة يعني الجزاء،[1] وأصوله في التديّن البشري هو الاعتقاد الراسخ، المُجرَّب، بأن القانون الذي يحكم الكون – في حيّزه المرئي وما وراء ذلك – مؤسس على أن الكائن الحي ليس في حلّ أن يفعل ما يشاء بدون عواقب، بمعنى أن هناك قانون “معاوضة” عام يقول بأن أفعال المرء لها نتائج، بقدر حُسنها تعود عليه بحسن، وبقدر سوئها تعود عليه بسوء؛ أي أن الخير يجلب الخير والشر يجلب الشر، كقاعدة عامة (كما قانون الحركة النيوتوني “لكل فعل رد فعل..”).… More

الثورة وسيناريوهات العبور: السودان كحالة

تُعتبَر هذه المقالة مواصلة للمقالة السابقة (متى تثور الشعوب: السودان كحالة). وتتكون من فقرات، مأخوذة في مجملها من مشاركات نُشرَت، في وسائط محدودة، في الفترة ما بعد نشر المقالة الأولى والآن. بعض محتوياتها أقدم لكن تم التصرف فيها قليلا للتضمين في هذا النص الجديد نسبيا. والغرض عموما من هذا التمديد على ما ذكرناه سابقا هو المزيد من استيضاح الرؤية المتعلقة بتجليات الثورة ومآلاتها.… More

ستارتريك: ذروة الخيال العلمي

نقدّم هنا نبذة مختصرة عن عالم “ستارتريك” (Star Trek) – العنوان الذي يمكن ترجمته إلى “رحلة النجوم” – وسمّيناه بالعالم لأنه أحد أقدم وأوسع سلاسل عروض الخيال العلمي، إذ يمتد منذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم، ويشمل مسلسلات وأفلام وروايات وألعاب فيديو، وموسوعة تصاميم (فنيّة/جمالية وهندسية)، إلخ. ولعالم ستارتريك شعبية قوية واحترام كبير في الأوساط النيردية (سنرى أدناه لماذا).

تجري أحداث عالم ستارتريك عموما في مستقبل البشر ما بعد الحرب العالمية الثالثة وقرابة دمار جميع الحضارة البشرية، ثم ما جرى بعد ذلك من محاولات لامركزية في تطويرات تكنولوجية بمجهودات غير جماعية أدت إلى أن يخترع أول بشري مركبة فضائية بقدرة محدودة على السفر أسرع من الضوء.… More