ملاحظات زائر لكوبا

أعترف أن زيارتي لكوبا، والتي راودتني منذ سنوات، كانت لأغراض أيدولوجية/مذهبية في أصلها. صحيح أني أحببت أيضا الاستمتاع بمشاهدة جوانبها المتميزة وتشرب شوارعها ومبانيها وجمال أرضها وأهلها، كما كنت سعيد حظٍّ بمعية عزيزة وقريبة لي فيها، وأنا الغريب كثيرا عليها، إلا أن مصدر استثماري للطاقة والزمن والموارد من أجل هذه تلك الزيارة هو أني أردت لها أن تكون رحلة تعليمية لا ترفيهية.

أردت أن أرى بعينيّ بلدا بنظام اشتراكي واضح المعالم والإنجازات في ذلك المجال، وذلك لأني، كشخص أنتمي مذهبيا لرحاب الاشتراكية بدون تردد، أردت أن أرى بصيصا منها على أرض الواقع.… More

مانديلا: القصة الواقعية أجدى من الأسطورة

Nelson Mandela

ليست المشكلة أن يبالغ البعض في تعظيم مانديلا، فحب الناس مذاهب ولا يجوز أن يتسلط بعضنا على مشاعر البعض.. هذا علاوة على أن مانديلا فعلا إنسان جدير بالاحترام، وهو عموما نموذج طيب للمناضل الافريقي الملتزم.. لكن المشكلة هي الاستمرار في الترويج لنسخة غير صحيحة من التاريخ، فقط من أجل إبراز مانديلا كأسطورة فائقة، وكقصة نجاح نضالي كاملة مكتملة.

من المهم توضيح الآتي:

(1)
مانديلا لم يكن قائدا للمقاومة السلمية في أزانيا (جنوب افريقيا)، ولم يكن هو مؤسس المؤتمر الوطني الافريقي..… More

عن بيكو ورودني وفانون، والعنصرية

أدناه أقدم نبذات مختصرة عن ستيف بيكو ووالتر رودني وفرانز فانون.. ثلاثتهم من رموز حركة عموم افريقيا (pan-African movement) ومن رموز مقاومة الاضطهاد العنصري.. المختصرات تتحدث عن حياة كل واحد من هؤلاء إضافة لملخصات عن إنتاجهم الفكري.. يمكن للقارئ أن يتابع التشابهات بين إنتاجهم، ورفدهم جميعا لموضوع مقاومة الاضطهاد العنصري.. فإلى المختصرات:
 
في البداية أسرد سيرا مختصرة عن حياة كل واحد منهم، تعين القارئ على المقاربة الشخصية، ومن ثم أسرد مختصرات للطروحات الفكرية وميراث العمل العام لكل واحد منهم: 

سير مختصرة

فرانز فانون (Frantz Fanon)
 (انتقل 1961 وعمره 36 عاما) 
من مواليد مارتنيك، إحدى جزر الكاريبي التي استعمرتها فرنسا، من أسرة ذات أصول افريقية زنجية..… More

هل العلم الحديث يشجع العنصرية؟

هل العنصرية تجاه الزنوج لا تخرج من دوائر النعرات الجاهلة و/أو المصالح المادية؟

كلا.. لا يقف الأمر على هذا، بل هناك بعض علماء البيولوجيا، بمختلف فروعها، لهم دلوهم في هذا المجال.. هناك مثلا ما قاله مؤخرا عالم الجينات الأمريكي جيمس واتسون (James Watson)، الحاصل على جائزة نوبل عام 1962، في لقاء صحفي مع صحيفة “سنداي تايمز”: “كنت طبيعيا أشعر بالكآبة بخصوص مستقبل افريقيا” لأن “جميع سياساتنا الاجتماعية تستند على حقيقة أن ذكاءهم هو نفس مستوى ذكائنا – في حين تقول كل الاختبارات أن ذلك ليس حقا.”… More

منصور خالد: بانثاو (هجليج) تابعة للجنوب؟

(النص أدناه مقتبس من كتاب الدكتور منصور خالد: “السودان: أهوال الحرب وطموحات السلام.. قصة بلدين”، صدر في 2003 عن دار تراث، لندن.. الصفحات من 340 إلى 343.)

أما حول البترول، فقد نشرت الجمعية الفابية البريطانية عام 1947م ورقة حول السودان، وكأنها كانت تقرأ المستقبل في كرة بلورية. تقول الورقة ان فقدان الشمال للإقليم الجنوبي سيكون مسألة قلق إلى حد ما، ولكن ثمة خوفا من أن تظهر في الجنوب ثروة تضمن استقلال السودان بأكمله.… More

توسيع الخيال واجب وطني

شعوب المركز – في السودان – لديهم مشكلة حقيقية في تفهم معاناة مواطني الهامش، وهم من قلة فهمهم لا يدركون حتى ضعف خيالهم، ولا يتذمرون حقا، في عمومهم، إلا حين تصيبهم جرعات خفيفة من واقع الهامش اليومي. معذرة لأهل المركز العظماء الأكارم، أهل الحسب والنسب، فقد اتسعت النيران على “فضلة خيركم”، أهل الهامش، حتى استعصى احتواؤها عليهم، فأفلتت بعض الشظايا التي أصابتكم. معذرة على الإزعاج، ولولا الظروف فأنتم طبعا تعلمون أن أهل الهامش فداء لكم!… More

هل كان الاستعمار سيئا حقا؟

أعلم أن السودانيين ليسوا وحدهم الذين نجد بينهم من يتساءلون: هل كان زمان الاستعمار سيئا حقا، مقارنة بواقعنا الحالي بعد عقود من الاستقلال السياسي؟ بخصوص هذا التساؤل العام ليس السودانيون نسيج وحدهم من ناحيتين: الأولى أنهم ليسوا الشعب الوحيد الذي خرج مؤخرا – أي قبل بضعة عقود – من حقبة استعمار مباشر؛ والثانية أن مثل هذا التساؤل، بتجلياته المتنوعة، يصدر عن أكثر من فئة واحدة من فئات الشعب الواحد.… More

العِرْق كصنعة اجتماعية

في كتابات سابقة ذكرتُ أن مفهوم العرق “غير علمي” في وصف البشر، وأن البشر ليست بينهم أعراق بالمعنى البيولوجي، لكن هنالك ما يسمى بالعرقنة (racialization) وفقها يتم تصنيف الناس “عرقيا” كتصنيف هلامي لا يستند على أسس علمية وإنما أسس سلطوية، لأن العنصرية أساسا مطية سلطوية (أي استعلاء قهري يبرر الاستئثار بنصيب غير عادل من السلطة والثروة على حساب الآخرين). هذا التصريح أثار ردود فعل كثيرة، من موافقين ومن معارضين.… More