النضالُ الأسود، بين فلسطين وإفريقيا وأمريكا اللاتينية – (بقلم سوزان أبو الهوى*)

(ترجمة: قصي همرور؛ نشرته مجلة البعيد الالكترونية، 2 سبتمبر 2016)

[مذكرة من المترجم: مقال سوزان أدناه يتبنى مصطلحات “النضال الأسود” و”القوة السوداء” وحالة “السواد” عموما وفق اصطلاح الحركة السوداء، وهي حركة ظهرت وتأسست في ستينات وسبعينات القرن المنصرم لتكون هوية شاملة لحركة نضال عامة الشعوب التي تنتمي للإثنيات المقهورة ضد الهيمنة البيضاء، أي ضد هيمنة الجماعات الأوروبية وسلالاتها في عهد الاستعمار وما بعد الاستعمار، في جميع العالم؛ فليس مصطلح الحركة السوداء في أساسه مختص بحركات الشعوب الزنجية فقط – وإن كانوا من ابتدعوه – أي أن التعريف الاصطلاحي غير مرتبط بلون البشرة مباشرة وحصريّا].More

مشاكل وفوائد الاختلاف بين المثقفين السودانيين

مثل محمد جلال هاشم، أرى أن الإشكال الذي يجعل المثقفين السودانيين عموما لا يشكلون كتلة متناسقة ذات تأثير ملموس في تحولات المجتمع السوداني حتى اليوم (خصوصا التحولات الإيجابية) ليس تباين أرائهم فيما بينهم. في الواقع فإن أي فئة منتجة ومخصبة للمعرفة في أي مجتمع ستكون عقيمة إذا كانت متوافقة فكريا عموما أو تكثر من مجاملة بعضها. مثلا، في عصر الحراك الفكري الإسلامي كانت هنالك مدارس متنوعة وبينها نقد متبادل شديد (بل أحيانا كانوا يشتطون فيتهمون بعضهم بعضا بالغباء أو السذاجة أو الغرض، أي لم يخلوا من حالات سلبية في التبادل الفكري، وجلّ من لا يخطئ).… More

عبث الهجرة إلى الشمال

الواقع الموضوعي هو أن الأغلبية العظمى من بلدان العالم المعاصر وحكوماته لا تشجع الهجرة المكثقة لأراضيها. أيضا في معظمها تتصاعد ثقافة استنكار ونفور من المهاجرين كلما زادت أعدادهم أو وتيرة قدومهم. أيضا في معظم هذه البلدان لا تمانع الحكومات المحافظة والحركات الشعبوية إلقاء اللوم على المهاجرين في حالات التوترات السياسية والاقتصادية، وفي حالات كثيرة تحصل ترتيبات حكومية تحاول رفع كلفة الإقامة والمعيشة على أولئك المهاجرين وجعل استمرار بقائهم أمرا صعبا ومرهقا لهم عموما.… More

ما هي الهوية الإثنية؟

لعل مصطلح “الهوية” من أوسع المصطلحات سديما، بل ويصح أن يقال ان لكل فرد في الأرض “هويات” متنوعة، تظهر وتتوارى حسب الموقف الذي يستدعيها، وهذه نقطة من نقاط الحوار المأمول.. بيد أن “الهوية” حين نسمعها اليوم، في سياقنا التاريخي المعاصر، وكسودانيين، فعادة ما نلتفت لقضية الهوية الإثنية التي يستدعيها وجودنا كسودانيين اليوم وما لانعكاسات هذه الهوية على واقعنا المعاصر في السودان وخارجه.

أعتقد أن تركيزنا على الهوية الإثنية له ما يبرره اليوم..… More

عن بيكو ورودني وفانون، والعنصرية

أدناه أقدم نبذات مختصرة عن ستيف بيكو ووالتر رودني وفرانز فانون.. ثلاثتهم من رموز حركة عموم افريقيا (pan-African movement) ومن رموز مقاومة الاضطهاد العنصري.. المختصرات تتحدث عن حياة كل واحد من هؤلاء إضافة لملخصات عن إنتاجهم الفكري.. يمكن للقارئ أن يتابع التشابهات بين إنتاجهم، ورفدهم جميعا لموضوع مقاومة الاضطهاد العنصري.. فإلى المختصرات:
 
في البداية أسرد سيرا مختصرة عن حياة كل واحد منهم، تعين القارئ على المقاربة الشخصية، ومن ثم أسرد مختصرات للطروحات الفكرية وميراث العمل العام لكل واحد منهم: 

سير مختصرة

فرانز فانون (Frantz Fanon)
 (انتقل 1961 وعمره 36 عاما) 
من مواليد مارتنيك، إحدى جزر الكاريبي التي استعمرتها فرنسا، من أسرة ذات أصول افريقية زنجية..… More

هل العلم الحديث يشجع العنصرية؟

هل العنصرية تجاه الزنوج لا تخرج من دوائر النعرات الجاهلة و/أو المصالح المادية؟

كلا.. لا يقف الأمر على هذا، بل هناك بعض علماء البيولوجيا، بمختلف فروعها، لهم دلوهم في هذا المجال.. هناك مثلا ما قاله مؤخرا عالم الجينات الأمريكي جيمس واتسون (James Watson)، الحاصل على جائزة نوبل عام 1962، في لقاء صحفي مع صحيفة “سنداي تايمز”: “كنت طبيعيا أشعر بالكآبة بخصوص مستقبل افريقيا” لأن “جميع سياساتنا الاجتماعية تستند على حقيقة أن ذكاءهم هو نفس مستوى ذكائنا – في حين تقول كل الاختبارات أن ذلك ليس حقا.”… More

العِرْق كصنعة اجتماعية

في كتابات سابقة ذكرتُ أن مفهوم العرق “غير علمي” في وصف البشر، وأن البشر ليست بينهم أعراق بالمعنى البيولوجي، لكن هنالك ما يسمى بالعرقنة (racialization) وفقها يتم تصنيف الناس “عرقيا” كتصنيف هلامي لا يستند على أسس علمية وإنما أسس سلطوية، لأن العنصرية أساسا مطية سلطوية (أي استعلاء قهري يبرر الاستئثار بنصيب غير عادل من السلطة والثروة على حساب الآخرين). هذا التصريح أثار ردود فعل كثيرة، من موافقين ومن معارضين.… More