مُمكِنات السودان: الأسطورة الوطنية وثقافة العمل

عن ويلوز هاوس للنشر، جوبا 
مُمكِنات السودان: الأسطورة الوطنية وثقافة العمل.

[صدر في أكتوبر 2021]

 
الغلاف الخلفي:
“ما نعنيه بالأسطورة الوطنية هو تلك القصة التي نصنعها، صناعةً، بمعاول السرد والعمل والفنون والفلكلور، لتشكّل السمات والقيم الوطنية المشتركة، وهي تحاول أن تكون جامعةً لعدد كبير من الشعوب والتواريخ المتنوعة والمتداخلة، وهي تحاول كذلك، عبر تلك السمات والقيم، أن تحتضن رؤية إيجابية، ذاتية، لمجموعة من الناس يشتركون في أرضٍ ومصالح….”
More

بين المثقف العام والمؤثر

عدد بسيط من الشباب – ذكورا وإناثا – الذين أتابع كتاباتهم وأقوالهم ومداخلاتهم في منصة فيسبوك ومجمل “منصات التواصل الاجتماعي” أو السوشلميديا (كمكان حصري لكتاباتهم ومداخلاتهم)، أعتبر تفكيرهم مرتّبا ولغتهم سلسة في التعبير عن المسائل التي فيها تعقيد؛ وعندهم أدوات المفكّر فعلا. هؤلاء من الذين أنتظر منهم أن يكتبوا كتابة مرتبة أو عروضا مرتّبة يوما ما – أوراق، كتب، مقالات/تدوينات، محاضرات مرتّبة في موضوعها، لقاءات أو وثائقيات، الخ – بمعنى توقي لأن أراهم يقدمون أفكارهم وخلاصة اطلاعهم بصورة أقرب لتوثيق وتأطير المعرفة وأبعد من الشفاهة العابرة أو محتوى السوشلميديا فحسب.… More

الصفوة السودانية وإدمان الصفوية

في الأيام الماضية، تناقلت الوسائط السودانية، وتناولت، بعض القصص المتنوعة التي تضمنت عددا من الشخصيات السياسية والثقافية المعروفة، تضمنت التقاط صور فوتوغرافية تجمع أحد العساكر أعضاء انقلاب 25 اكتوبر 2021 مع أحد الذين انقلبوا عليهم من الحكومة الانتقالية، إذ زار الأوّل الثاني، وعلى وجوههم المودة والبشاشة؛ كما تضمنت أحاديث عن لقاءات ومبادرات مغلقة، خارج التغطية الإعلامية وخارج السودان، يؤمها نفرٌ مختارون ويهدفون للخروج بتوصيفات وحلول للمأزق السوداني الراهن؛ كما تضمنت أحاديث عن مبادرات ومحاولات تسوية مع سلطة الانقلاب تخوضها جهات سياسية عبر وساطات خارجية، كيما تقدّم المخرجات لاحقا للشعب بعد اكتمال الصورة؛ كما جاءت هذه القصص وسط سطوة إعلامية لأخبار النقابات المهنية (professional associations) على حساب النقابات العمالية (labour unions) والتي لا تكاد تجد اهتماما ملموسا من الإعلام ومن المبادرات آنفة الذكر.More

أبناء الثقافة الثالثة، والوطنية

نحن أبناء الثقافة الثالثة* من الأيسر علينا أن نكون منفتحين على العالم [لكن ذلك لا يعني أن جميعنا كذلك، أو أن غيرنا بالضرورة ليس كذلك]. لقد ترعرعنا ونحن نتعرّض لسرديات وممارسات ثقافية متعددة المصادر، سواء أكان في ما نرى وما نسمع في واقعنا، أو ما نقرأ من كتابات وما نستهلك من فنون (موسيقى وفولكلور وغيرها) وما نشاهد من صوتمرئيات، وسواء أكان في تنوّع الخلفيات الثقافية لمن هم في دائرة أصدقائنا المقربين (خاصة أصدقاء طفولتنا) وجيراننا وزملائنا، أو في تنوّع اللغات التي ترعرعنا وفقها وصرنا نفكّر بها (على تفاوت بيننا في ذلك وحسب تجاربنا الجغرافية).More

روابط الدولة والسياسة والدين: بعض المفاهيم

 

الدولة والسياسة ليستا نفس الشيء.
ولذلك فعبارة “فصل الدين عن الدولة” ليست هي نفسها “فصل الدين عن السياسة”.

الدولة هيكل ومؤسسات؛ اقصد الدولة العصرية. أما الأديان، باعتبارها نُظما إيمانية بمرجعيات غيبية وسلوكيات طوعية (وهذا تعريف ناقص) فليست نماذج دولة عصرية، بطبيعة الحال، لكن بطبيعة الحال أيضا هنالك تداخلات في المجالات بينهما ويعزى ذلك عموما لاشتراكهما في دائرة أخرى مهمة جدا وواسعة جدا: المجتمع.… More

سلسلة حلقات عن الافروعمومية

الحركة الآفروعمومية (Pan-Africanism) حركة اجتماعية سياسية، تشمل طيفا واسع من الأفكار والطموحات التحررية وتطبيقاتها، والرموز والسياقات المحلية والثقافية، لكن جوهرها قضية واقعية واحدة: التحرر والتنمية للشعوب التي تأثرت تأثرا مشتركا من تجربة غزو واستعمار واستغلال افريقيا في القرون البضع الماضية وما زالت قضاياها المعاصرة مشتركة بسبب تلك التجربة. عروة الانتماء الافروعمومي، إذن، هي التجربة المشتركة والأهداف المشتركة، غضّ النظر عن ميراث ثقافي أو قومي معيّن.… More

حول كتاب “حوارية لاهاي”، وتعريف المثقف

كمساهمة، وفق دعوة كريمة، في ندوة بعنوان “عبدالله بولا: مساهمة رائدة في الفكر والفن وقضايا السودان”، في تدشين كتاب “حوارية لاهاي: مرافعة في حق المثقفين السودانيين” لعبدالله بولا، بالدوحة، أغسطس 2023، بالمركز الثقافي السوداني، قدّمنا ورقة بعنوان “عبدالله بولا كأحد رواد الافروعمومية بالسودان”. ثم في ديسمبر 2023 أقيمت ندوة اسفيرية حول نفس الكتاب، بواسطة منتدى قدامنا الصباح الثقافي، شاركنا فيها كذلك بدعوة كريمة.… More

المثقف بحاجة إلى المجتمع

نيريري وتشومسكي اتفقا على أن معظم المنتمين لشريحة المثقفين، في أي مجتمع حديث، يتمحور عملهم ومسارهم المهني حول خدمة الأوضاع القائمة كمقابل للمكانة الاجتماعية والاقتصادية المناسبة لهم في ذلك المجتمع. لا يُستثنى من ذلك إلا مثقفون ثوريون، أو غير ثوريين بالضرورة لكن لديهم بوصلة أخلاقية نادرة وإخلاص شديد لمجالات بحثهم/إبداعهم وحسب.

من ناحيته، يركّز نيريري على أن المثقف الأصيل لا يكون أصيلا فعلا إلا حين يفهم حاجته للمجتمع وحاجته لأن يوظّف مقدراته للارتقاء بالمجتمع ككل – أي مصالح أهله وطموحاتهم – إذا أراد لنفسه الارتقاء.… More