التكنولوجيا ومفترق الطرق: حالة الذكاء الاصطناعي

أحيانا يكون القلق نتيجة لقلة المعرفة أو الإلمام بالمسألة مصدر القلق، (باختصار، الجهل يمكن أن يولّد الخوف). لذلك نجد أحيانا أن جمهور الناس ربما يكونوا في حالة خوف من مسألة ما بينما الخبراء في تلك المسألة أقل قلقا وخوفا–على سبيل المثال، نجد أن قلق الجمهور تجاه الطاقة النووية –  وربطها تلقائيا بالكوارث – يقابله مستوى مختلف من خبراء الطاقة، إذ في جملتهم يرون في الطاقة النووية وأبحاث الطاقة النووية البديل المرشّح الأكبر لطاقة الأحفوريات (البترول والفحم والغاز الطبيعي) بالنسبة للحضارة الكوكبية المدمنة على الطاقة ويزيد إدمانها عليها كل يوم–فكأن المسألة هنا مقلوبة: الخبراء أكثر قلقا بخصوص عواقب ومستقبل الطاقة الأحفورية، وأكثر تفاؤلا بمستقبل الطاقة النووية (بشقيها–الانفلاق والاندماج) إذ أن إلمام الخبراء بتطور التكنولوجيا واحتواء التفاعل، وتزايد الحاجة لمصادر طاقة أكثر توفّرا وأعلى إنتاجا، يجعلهم في جانب مختلف من الجماهير المتأثرة جدا حتى اليوم بالإشارات العامة – التاريخية – التي تنطلق في أذهانهم عند ذكر الطاقة النووية (ويزيد الإعلام الجماهيري من ترويج تلك الإشارات)، وهي إشارات في مجملها متعلّقة بقرار استعمال التكنولوجيا وليس التكنولوجيا نفسها (كما سنرى المزيد أدناه).More

حول ‘استبداد العقل المتقطع’ والتفكير النظمي

تمكنت أخيرا من منح بعض الوقت لقراءة مقالة رتشارد دوكنز، التي نشرها في ديسمبر 2011 في مجلة “نيو ستيتزمان”، بعنوان “استبداد العقل المتقطّع”
The tyranny of the discontinuous mind
وذلك بعد أن أشار لي عليها صديقي محمد كمبال في الفترة الأخيرة – وهو، أي كمبال، أحد اثنين أدين لهما بتقديمي لأدبيات التفكير النُظُمي قبل بضع سنوات – ثم بعد أن رأيت الحديث عنه متواترا، مؤخرا، في دوائري في منصات السوشلميديا.… More