بين الأنساق الكبرى والتفاصيل

النظر للأنساق الكبرى (الصورة الكبيرة) يحجب التفاصيل.
والنظر للتفاصيل يحجب الأنساق الكبرى (والتفاصيل التي في العوامل الأخرى).

ولكل “منظور” أهميته، فعلى سبيل المثال، كما قال نسيم طالب، إن النظر لتفاصيل ألوان عيون الناس وانت تقطع في الطريق سيذهلك عن الانتباه للشاحنة الهادرة نحوك؛ وفي الجانب الآخر من السهل جدا الانشغال بالتفاصيل في مسألة ما عن الصورة الكبيرة (وهذه يكاد يكون معظم الباحثين في العلوم والدراسات الانحصارية، في العصر الحديث، متورطين فيها).… More

نقاشات في خضم الثورة (مجموعة مقالات)

[كتابات في شأن الحراك الثوري والأحداث المتوالية والمتصلة به في السودان، 2019 – 2024]


الحاجة إلى تنظيم ثوري
[نشر في منصات الكترونية، بتاريخ 17 سبتمبر 2024]

بات الفراغ العميق في الساحة السياسية السودانية جليا جدا مع بواكير المفاوضات حول تشكلات السلطة بعد سقوط نظام الإنقاذ في أبريل 2019، وتجلى أكثر مع دخول الفترة الانتقالية. ولم يكن ذلك الفراغ غير محسوس قبل ذلك، بل يمكننا أن نقول إنه منذ ما بعد 2013 بدأ ذلك الفراغ يظهر بمستويات شتى، لكن لم يتجلّ للجميع – كفراغ – بمثل ما تجلى في اللحظات المذكورة آنفا، ففي تلك اللحظات بدا أن التفاوت بين التنظيمات السياسية المعارضة للنظام الشمولي البائد إنما هو تفاوت في مستويات الضعف الفكري والتنظيمي، فالبعض أضعف من البعض، في مواجهة ما يطرأ وما يدوم، والبعد يبذل أكثر في محاولات مداراة أو معالجة ضعفه أكثر من البعض، لكن المظلة المشتركة هي الضعف العام، وقلة الحيلة، وصدأ محركات التطور مع الواقع.More

تجربة العمل بمركز البحوث والاستشارات الصناعية

[نتعامل مع هذه الصفحة بوصفها صفحة حيّة، أي يجري تحديثها بالمزيد من المعلومات والوثائق بصورة دورية مستقبلا، حسب الحاجة وحسب التفاعل، والغرض منها تمليك معلومات وافية للرأي العام وللتاريخ. كاتب الصفحة مسؤول عن أي تصريح ومعلومة توفّرها هذه الصفحة، وليست لجهة غيره مسؤولية ما لم ترد الإشارة إليها كمصدر للمعلومة بصورة موثقة.]


في 19 نوفمبر 2021، قمتُ بإخطار الزملاء في إدارة مركز البحوث والاستشارات الصناعية (السودان)، ومديري الوحدات، وعبرهم إلى منسوبي المركز كافة، بإنهاء مهامي في المركز (حيث عملت كمدير).… More

من التخصص نحو التكامل

في حياتنا المعاصرة، الجامعة، كبشر، (هذه الحقبة التاريخية، وهذا الكوكب)، هناك مجالان يحكمان نظم واقعنا المحسوس:
– التكنولوجيا، وهي قاطرة حياتنا المعاصرة
– والاقتصاد، وهو لغة السلطة في حياتنا المعاصرة
[وحين نقول التكنولوجيا فنحن نضم  لها العلوم الضاخة لها، أي “التكنوعلوم”، وحين نقول الاقتصاد فنحن نضم له محركات القرار الاقتصادي، أي “الاقتصاد السياسي”]

ونحن في مأزق حقيقي الآن. نحن بحاجة لأن نقوم بإحداث تحولات عميقة وواسعة في نظمنا الاجتماعية والإيكولوجية (بما يشمل التكنولوجيا والاقتصاد، كأولوية)، فقط لكي نتجنب كوارث قريبة ستعصف بحياتنا أجمعين.More

موجة الفاشية وعصر الشياطين: الانتخابات الامريكية

ما جرى في انتخابات الولايات المتحدة 2024 جزء من موجة عالمية، يمكن القول إنها بدأت في منتصف العقد الماضي، وهي حالة وصفناها بأنها عودة للفاشية في المشهد العالمي، بسبب فشل قوى الرأسمالية (اللبرالية والنيولبرالية) مجددا في تحقيق مزاعمها الواسعة، وانكشاف نفاقها وازدواج معاييرها، وانهيار موازناتها العولمية المستحيلة. 

في 24 يونيو 2016 كتبنا: ‘الفاشية بدأت في العودة من جديد منذ فترة، ليس في بريطانيا وأوروبا فقط وإنما في جميع بلدان الكوكب ذات الاقتصاد الصناعي المتقدم.… More

فِيلُ الصين وظِلُّه معا 

مؤخرا، في كل مرة ينذهل الناس باختراق تكنولوجي-علمي قادم من الصين، يتم التعامل إجمالا مع ذلك الاختراق كمفاجأة غير محسوبة، ومن جهة غير متوقعة. آخر تلك الاختراقات ما جرى بخصوص اكتساح ‘ديبسيك’، منصة التعلم الآلي/الذكاء الاصطناعي الصينية الأصل، لخضم السباق المحموم الحالي بين المنصات في المجال، والتي تعود أصول مجملها للولايات المتحدة. ونظرا لأننا تعوّدنا إجمالا على استقاء أخبار التطورات التكنو-علمية من مصادر الأخبار الغربية (الامريكية والأوروبية) فإن نقاشاتنا في جملتها تكون صدى لما تعكسه تلك المصادر، وتلك المصادر تتعامل مع اختراقات الصين في كل مرة كمفاجأة، أي هكذا تقوم بنشر التقارير عنها على أي حال.More

كيف تبرر المؤسسات وجودها؟

كيف تبرر المؤسسات وجودها؟
(التفكير كوكبيا والممارسة محليّا)

(1)
من سنن التاريخ الاجتماعي البشري أن أي مؤسسة مجتمع يتم بناؤها، لوظيفة ما، أو أي فكرة ذات قدرات تحريك جماعي عالي، إذا برزت وصارت ذات وزن، سوف تصبح ميدانا من ميادين صراع السلطة في المجتمع. بالنسبة للمؤسسة فإن الفئات صاحبة السلطة، في السياق التاريخي، ستسعى للسيطرة عليها لتؤدي وظيفتها وفق مسارات الحفاظ على تلك السلطة وتأكيدها.… More

وللشعوب ذاكرة الكوارث

مدخل أول:
بين الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، قامت تجربة “لجان الأحياء” في هايتي. لم يسمع بها معظم السودانيين والافارقة، لأسباب مفهومة، لكن تشابهات تلك التجربة مع “لجان المقاومة” السودانية (والتي سمّيت أحيانا بلجان الأحياء كذلك) تشابهات تبعث على التأمل المندهش، فهي مؤشر إلى أن عبقريات الشعوب ليست فلتات زمان أو طفرات لا تفسير لها، إذ يبدو، على أقل تقدير، أن تلك العبقريات تتفتح عن مساحات مبتكرة للمواطنة ولأنشطة أخرى وفق ظروفها ومعطياتها ومحدودياتها، وليس غريبا أن تتشابه بعض تلك المساحات المبتكرة، ولو عبر الزمان والمكان.More