مختصر القواعد الإحدى عشر التي استخلصها سول ألينسكي من خلال عمله لسنوات في التنظيم المجتمعي الجذري(الراديكالي):*
القاعدة 1: السلطة ليست هي ما لديكم فعلا، إنما هي ما يعتقد عدوّكم أنها لديكم. المغيّبون والمهمّشون يبنون سلطتهم من تكتّلهم الذي يعلي من صوتهم وأثرهم بحيث يصبح من غير الممكن تجاهلهم.
القاعدة 2: لا تخرجوا عن خبرة وتجارب المجتمع الذي تشتغلون فيه، فالنتيجة تكون عادة التشوّش والقلق وحتى التراجع. هذه القاعدة تتطلب من المنظّمين الجذريين توطين خطابهم في ثقافة وتجارب الجماهير وتقليل جرعات الخطاب البعيد عن مساحات التجربة المعاشة والذاكرة الجمعية.
القاعدة 3: كلما كان ممكنا، انقلوا الصراع خارج مجال خبرة العدو. ابحثوا عن ميادين عمل تزيد من القلق والتخبط والمجهولية عند العدو لضعف خبرته فيها.
القاعدة 4: اجعلوا العدو مسؤولا أمام قوانينه التي رسمها لنفسه، وذكّروه بها دوما واجعلوه يواجه قصوره عنها. ومن ذلك فإن جعل العدو يبدي أسلحته السلبية ضدكم ويبالغ فيها تنقلب في المدى المنظور لصالحكم (مثال: استعمال السلطات الشمولية للعنف المفرط ضد الجماهير، بدون أن يدحر الجماهير، ينقلب لصالح الجماهير ويُضعِف موقف السلطات ويزيد خوفها إجمالا مع الزمن).
القاعدة 5: السخرية سلاح فعّال. ليس هنالك دفاع ضد السخرية، وبالكاد هنالك أي هجوم مضاد لها، كما أنها تؤدي لانفعال العدو بحيث يتصرّف بطريقة تؤول لصالحكم.
القاعدة 6: التكتيك الجيّد هو الذي تفعلونه باستمتاع وليس بشعور العبء الثقيل دوما.
القاعدة 7: التكتيك الذي يستمر لفترات ودورات طويلة يصبح ثقيلا ومعيقا. التنويع الذي يساعد على الاستمرارية وإبقاء العدو متوترا مطلوب.
القاعدة 8: من المهم الاستمرار في الضغط على العدو بحيث لا يجد فترة راحة أو متنفّس أو إعادة ترتيب لترسانته.
القاعدة 9: الشعور بالخطر والتهديد عادة ما يكون أكبر من الخطر الحقيقي. ومن هذه القاعدة هنالك درسان: الأول هو أهمية الاستعداد لأسوأ السيناريوهات ثم التجاسر عليه بحيث لا يفاجئكم ولا يردعكم؛** والثاني هو استعمال الترويج الإعلامي (البروباقاندا) المضاد للعدو لتخويفه من عواقب أفعاله قدر الإمكان.
القاعدة 10: كلفة الهجوم الناجح أن يكون لديكم بديل ناجع. كلما أظهرت نقطة ضعف في ترسانة العدو (أفكاره، نظامه، حلوله) لا تخلقوا فراغا وإنما أملأوه بطرح البدائل الأفضل. ترك فراغ كهذا يسهّل تسجيل نقاط ضدكم [لأن الواقع لا يقبل الفراغ].
القاعدة 11: اختاروا هدفكم، حددّوه واجعلوه شخصيا واخلقوا استقطابا واضحا حوله. تحديد القضايا المجردة والأعداء المجردين لا ينجحان كثيرا في حشد الدعم والعمل [وإنا كانا ينجحان في عملية التوعية وبناء الوعي النقدي]، بينما تحديد العدو وتسميته ينجحان أكثر في ذلك.
——–
*مستخلصة من كتابه “قواعد للراديكاليين” (Rules for Radicals)، الصادر في 1971، حول دروس وخلاصات التنظيم المجتمعي الجذري. أحيانا يقال إنها 11 أو 12 أو 13 قاعدة، والسبب أن ألينسكي لم يقم بترقيمها في كتابه إنما استعرضها في فصول كتابه ثم اتجه الناس بعد ذلك لتلخيصها وترقيمها. الترجمة أعلاه (وفيها تلخيص وتصرّف وبعض الشرح) مسؤولية كاتب الخيط (قصي همرور).
**يروى ان قَالَ الإِمَامُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: “إِذَا هِبْتَ أَمْراً فَقَعْ فِيهِ، فَإِنَّ شِدَّةَ تَوَقِّيهِ أَعْظَمُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ.”