“استضافت مجموعة أجندة مفتوحة، مساء الجمعة الماضي (6 مارس 2020)، بلندن، المملكة المتحدة، قصي همرور في مفاكرة حول الحوكمة وصنع السياسات (تقديم مروة جبريل) حيث ابتدر قصي الفعالية بورقة قيّمة حول الموضوع. عقب ذلك دار حوار ونقاش مستفيض بين الضيف والحضور.”
يمكن أن نقول إن صنعة الدولة (statecraft) هي التي تستحق أن تسود المجال السياسي، وأن تعامل كعلم. [والعلم هنا معناه: مجال مبوّب ومدروس، بحيث يشتمل على مجموعة معارف ومهارات لديها معايير متوافق عليها بين المشتغلين في المجال، وبحيث أن من ليس لديه إدراك كافي لتلك المعارف والمهارات، وفق المعايير، لا ينتسب للمجال]. صنعة الدولة (وهي جماع مجالي الحوكمة وصنع السياسات) ينبغي أن تصبح هي “علم السياسة”، فالسياسة لغةً تعني تدبير وتصريف أمور الناس وتعهدها بالرعاية، وذلك إنما يكون وفق الحق والحكمة. أما ما نمسيه اليوم بالسياسة، وجلّ “السياسيين”، فينبغي تسميتهم بأسمائهم: مقاولو قوى (power brokers)، يمارسون مقاولات سياسية وليس بالضرورة علم السياسة نفسه (مثلما الذي يمارس المقاولات الهندسية ليس بالضرورة مهندسا، بينما يمكن للمهندس أن يكون مقاول هندسيات كذلك).