عن الدين والوكالة الإنسانية

كيف يعيش الإنسان الدين؟ أو للتدقيق، كيف يعيش تعاليمه في واقعه الفردي والمجتمعي؟

الإجابة المباشرة هي عن طريق فهمه واستنطاقه الخاص لمصادر هذا الدين (بتنوعها)؛ بمعنى أن الوكالة الإنسانية ليست مرفوعة، ولن تكون يوما مرفوعة، عن الدين في تنزلاته لأرضنا هذه.. هذا فحوى ما بلـّغه الأستاذ محمود محمد طه بقوله إن “العبرة ليست بالنصوص، إنما بفهم النصوص” وهو أيضا ما أشار إليه الإمام علي بن أبي طالب حين قال عن القرآن إنه “لا ينطق بلسان ولا بد له من ترجمان، وإنما ينطق عنه الرجال”.… More

ما هي الهوية الإثنية؟

لعل مصطلح “الهوية” من أوسع المصطلحات سديما، بل ويصح أن يقال ان لكل فرد في الأرض “هويات” متنوعة، تظهر وتتوارى حسب الموقف الذي يستدعيها، وهذه نقطة من نقاط الحوار المأمول.. بيد أن “الهوية” حين نسمعها اليوم، في سياقنا التاريخي المعاصر، وكسودانيين، فعادة ما نلتفت لقضية الهوية الإثنية التي يستدعيها وجودنا كسودانيين اليوم وما لانعكاسات هذه الهوية على واقعنا المعاصر في السودان وخارجه.

أعتقد أن تركيزنا على الهوية الإثنية له ما يبرره اليوم..… More

عن بيكو ورودني وفانون، والعنصرية

أدناه أقدم نبذات مختصرة عن ستيف بيكو ووالتر رودني وفرانز فانون.. ثلاثتهم من رموز حركة عموم افريقيا (pan-African movement) ومن رموز مقاومة الاضطهاد العنصري.. المختصرات تتحدث عن حياة كل واحد من هؤلاء إضافة لملخصات عن إنتاجهم الفكري.. يمكن للقارئ أن يتابع التشابهات بين إنتاجهم، ورفدهم جميعا لموضوع مقاومة الاضطهاد العنصري.. فإلى المختصرات:
 
في البداية أسرد سيرا مختصرة عن حياة كل واحد منهم، تعين القارئ على المقاربة الشخصية، ومن ثم أسرد مختصرات للطروحات الفكرية وميراث العمل العام لكل واحد منهم: 

سير مختصرة

فرانز فانون (Frantz Fanon)
 (انتقل 1961 وعمره 36 عاما) 
من مواليد مارتنيك، إحدى جزر الكاريبي التي استعمرتها فرنسا، من أسرة ذات أصول افريقية زنجية..… More

هل العلم الحديث يشجع العنصرية؟

هل العنصرية تجاه الزنوج لا تخرج من دوائر النعرات الجاهلة و/أو المصالح المادية؟

كلا.. لا يقف الأمر على هذا، بل هناك بعض علماء البيولوجيا، بمختلف فروعها، لهم دلوهم في هذا المجال.. هناك مثلا ما قاله مؤخرا عالم الجينات الأمريكي جيمس واتسون (James Watson)، الحاصل على جائزة نوبل عام 1962، في لقاء صحفي مع صحيفة “سنداي تايمز”: “كنت طبيعيا أشعر بالكآبة بخصوص مستقبل افريقيا” لأن “جميع سياساتنا الاجتماعية تستند على حقيقة أن ذكاءهم هو نفس مستوى ذكائنا – في حين تقول كل الاختبارات أن ذلك ليس حقا.”… More

منصور خالد: بانثاو (هجليج) تابعة للجنوب؟

(النص أدناه مقتبس من كتاب الدكتور منصور خالد: “السودان: أهوال الحرب وطموحات السلام.. قصة بلدين”، صدر في 2003 عن دار تراث، لندن.. الصفحات من 340 إلى 343.)

أما حول البترول، فقد نشرت الجمعية الفابية البريطانية عام 1947م ورقة حول السودان، وكأنها كانت تقرأ المستقبل في كرة بلورية. تقول الورقة ان فقدان الشمال للإقليم الجنوبي سيكون مسألة قلق إلى حد ما، ولكن ثمة خوفا من أن تظهر في الجنوب ثروة تضمن استقلال السودان بأكمله.… More