التكنولوجيا ومفترق الطرق: حالة الذكاء الاصطناعي

أحيانا يكون القلق نتيجة لقلة المعرفة أو الإلمام بالمسألة مصدر القلق، (باختصار، الجهل يمكن أن يولّد الخوف). لذلك نجد أحيانا أن جمهور الناس ربما يكونوا في حالة خوف من مسألة ما بينما الخبراء في تلك المسألة أقل قلقا وخوفا–على سبيل المثال، نجد أن قلق الجمهور تجاه الطاقة النووية –  وربطها تلقائيا بالكوارث – يقابله مستوى مختلف من خبراء الطاقة، إذ في جملتهم يرون في الطاقة النووية وأبحاث الطاقة النووية البديل المرشّح الأكبر لطاقة الأحفوريات (البترول والفحم والغاز الطبيعي) بالنسبة للحضارة الكوكبية المدمنة على الطاقة ويزيد إدمانها عليها كل يوم–فكأن المسألة هنا مقلوبة: الخبراء أكثر قلقا بخصوص عواقب ومستقبل الطاقة الأحفورية، وأكثر تفاؤلا بمستقبل الطاقة النووية (بشقيها–الانفلاق والاندماج) إذ أن إلمام الخبراء بتطور التكنولوجيا واحتواء التفاعل، وتزايد الحاجة لمصادر طاقة أكثر توفّرا وأعلى إنتاجا، يجعلهم في جانب مختلف من الجماهير المتأثرة جدا حتى اليوم بالإشارات العامة – التاريخية – التي تنطلق في أذهانهم عند ذكر الطاقة النووية (ويزيد الإعلام الجماهيري من ترويج تلك الإشارات)، وهي إشارات في مجملها متعلّقة بقرار استعمال التكنولوجيا وليس التكنولوجيا نفسها (كما سنرى المزيد أدناه).More

قضايا التنمية والتكنولوجيا والتغيير

جرى هذا اللقاء يوم الأحد، 16 فبراير، ونُشِر على ثلاثة أجزاء في 19 فبراير، 2020، على قناة “سودان بُكرة”، برنامج “وإن طال السفر”. 

تناول اللقاء قضايا الاشتباك بين التكنولوجيا والتنمية، وفرص التغيير التنموي في السودان عبر الاستفادة من دروس التاريخ العالمي في مجال التنمية، خاصة الدروس المأخوذة من الجنوب الاقتصادي. في اللقاء تم استعراض بعض أطروحات ضيف الحلقة، في كتاباته المنشورة، حول التكنولوجيا باعتبارها “سلطة خامسة” في مجتمعاتنا المعاصرة، وحول أن هذه السلطة صارت من الأهمية بمكان بحيث لا يمكن تجاهلها في قضايا التنمية والاقتصاد والتخطيط وكذلك السياسة والثقافة، بل يجب اصطحابها في كل ذلك.… More

السلطة الخامسة: حول الاستقلال التكنولوجي

محاضرة بعنوان السلطة الخامسة: حول الاستقلال التكنولوجي
والتى اقيمت بالنادى الاجتماعى للجالية السودانية بمسقط ضمن فعاليات الذكري ال 62 للاستقلال. أدار .الحوار الاستاذ نزار جعفر المحامى، مسؤول مكتب الاعلام والانشطة الثقافية

More

وأجِرني من أوهام السوشَلْميديا

(بعض ظلامات “ثورة الاتصالات”)

طرائق تفكير الناس تتنوع، لكنها بصورة عامة تتأثر بمناخاتهم النفسية في الظروف الزمنية. وذلك ينطبق بصورة شبه متساوية على ذوي الحظوة النسبية من التعليم والخبرة وعلى من هم أقل حظوة، وعبر أي تصانيف أخرى (العمر، النوع الاجتماعي، اللغة، إلخ).

حين يبدأ امرئ بالتفكير باتجاه معيّن، بدوافع، أو وقود داخلي، أصلها تجربة ذاتية غذّت منظورا معيّنا للأشياء وللأحياء من حوله، فإنه يصبح في حركته مثل القطار، يستجمع سرعته تدريجيا ثم ينطلق، وحين ينطلق في ذلك الاتجاه لا يمكن إيقافه بصورة مفاجئة، بل حتى لو بدأ الوقود ينفذ، أو حصلت إعادة لحساب الوجهة المطلوبة، فأي تغيير في مسار القطار وسرعته سيحدث غالبا بصورة تدريجية كذلك — إلا في حالات نادرة، قد يحصل فيها توقّف فجائي، وغالبا ما تكون لأسباب مفاجئة أو طارئة جدا — وفي تلك الأثناء فمن يرى القطار سيرى أنه ما زال يمضي في نفس مساره وبدون أن يبدو عليه تغيّر في الدوافع أو الأهداف، أما “القطار” فوحده يدرك أنه بصدد تحوّلات مقدّرة وهذه فقط بدايتها.… More

السلطة الخامسة: من أين تأتي التكنولوجيا؟

عن الكتاب

(بقلم: محمد جلال هاشم)

هذا الكتاب فريد في نوعه من عدّة وجوه. فهو بدءاً فريد في عنوانه؛ ليس فقط بتناوله لموضوع مهمّ للغاية ولو كان مهملاً تماماً من قبل نفس الذين يفترض أنّهم معنيّون به في المقام الأوّل فحسب، بل فريد في تسميته غير المسبوقة، ذلك عندما أطلق على التّكنولوجيا مسمّى “السّلطة الخامسة”. فالسّلطات الثّلاث (القضائيّة والتّشريعيّة ثمّ التّنفيذيّة) معروفة للجميع، وكذلك السّلطة الرّابعة (الإعلام).… More

حول السدود والتنمية، والسودان

الغرض من الملخص أدناه هو تسليح عموم القراء، غير المتخصصين، بعدة المعارف والمعلومات الأساسية المتعلقة بالسدود والتنمية، عموما. بعدها ننتقل للحديث بعدسة أكبر عن السودان خصوصا. سنراعي أن يكون بسيطا ولا يطول أكثر من الحاجة، ونرجو النجاح في ذلك. وكملخص فهو اختزال لما هو موجود مسبقا من كتابات مطوّلة حول موضوع السدود لا تحتاج للإعادة بقدر ما تحتاج لتسليط الضوء، وربما بعض الترجمة، فمشكلة الكتابة عن السدود، بالتفاصيل الفنية والاقتصادية والبيئية، أن مكتبتها عامرة ومتاحة، لكن ليس باللغة العربية، حتى الآن.… More

التكنولوجيا والتعليم: بعض البديهة

من كتاب (السلطة الخامسة: من أين تأتي التكنولوجيا)

في المجتمعات النامية، الما بعد استعمارية، إذا قلنا إن التعليم النظامي يجب أن يكون موجّها وجهة التنمية، فتكون فلسفته في تأهيل موارد بشرية مقتدرة على رفد عجلة التنمية في البلاد، وبفهم جيد لسياق مجتمعاتهم وبيئتها، فلن يعترض أحد على هذا الكلام نظريا. وإذا قلنا إن نظام التعليم ومناهج التعليم الموروثة من العهد الاستعماري إنما صُمّمت لخدمة مصالح المستعمر وأهدافه الاستراتيجية للمستعمَرات، وبالتالي فإنه نظام يحتاج لإعادة نظر شاملة حتى تكون عندنا فلسفة تعليم وخطة تعليم متسقة مع أهدافنا التنموية كشعوب مستقلة، سيكون من غير المحتمل أيضا أن يعلن أحد مخالفتك الرأي.… More