عن ويلوز هاوس للنشر، جوبا
مُمكِنات السودان: الأسطورة الوطنية وثقافة العمل.
[صدر في أكتوبر 2021]
عن ويلوز هاوس للنشر، جوبا
مُمكِنات السودان: الأسطورة الوطنية وثقافة العمل.
[صدر في أكتوبر 2021]
نحن أبناء الثقافة الثالثة* من الأيسر علينا أن نكون منفتحين على العالم [لكن ذلك لا يعني أن جميعنا كذلك، أو أن غيرنا بالضرورة ليس كذلك]. لقد ترعرعنا ونحن نتعرّض لسرديات وممارسات ثقافية متعددة المصادر، سواء أكان في ما نرى وما نسمع في واقعنا، أو ما نقرأ من كتابات وما نستهلك من فنون (موسيقى وفولكلور وغيرها) وما نشاهد من صوتمرئيات، وسواء أكان في تنوّع الخلفيات الثقافية لمن هم في دائرة أصدقائنا المقربين (خاصة أصدقاء طفولتنا) وجيراننا وزملائنا، أو في تنوّع اللغات التي ترعرعنا وفقها وصرنا نفكّر بها (على تفاوت بيننا في ذلك وحسب تجاربنا الجغرافية).… More
الدولة والسياسة ليستا نفس الشيء.
ولذلك فعبارة “فصل الدين عن الدولة” ليست هي نفسها “فصل الدين عن السياسة”.
الدولة هيكل ومؤسسات؛ اقصد الدولة العصرية. أما الأديان، باعتبارها نُظما إيمانية بمرجعيات غيبية وسلوكيات طوعية (وهذا تعريف ناقص) فليست نماذج دولة عصرية، بطبيعة الحال، لكن بطبيعة الحال أيضا هنالك تداخلات في المجالات بينهما ويعزى ذلك عموما لاشتراكهما في دائرة أخرى مهمة جدا وواسعة جدا: المجتمع.… More
الحركة الآفروعمومية (Pan-Africanism) حركة اجتماعية سياسية، تشمل طيفا واسع من الأفكار والطموحات التحررية وتطبيقاتها، والرموز والسياقات المحلية والثقافية، لكن جوهرها قضية واقعية واحدة: التحرر والتنمية للشعوب التي تأثرت تأثرا مشتركا من تجربة غزو واستعمار واستغلال افريقيا في القرون البضع الماضية وما زالت قضاياها المعاصرة مشتركة بسبب تلك التجربة. عروة الانتماء الافروعمومي، إذن، هي التجربة المشتركة والأهداف المشتركة، غضّ النظر عن ميراث ثقافي أو قومي معيّن.… More
نيريري وتشومسكي اتفقا على أن معظم المنتمين لشريحة المثقفين، في أي مجتمع حديث، يتمحور عملهم ومسارهم المهني حول خدمة الأوضاع القائمة كمقابل للمكانة الاجتماعية والاقتصادية المناسبة لهم في ذلك المجتمع. لا يُستثنى من ذلك إلا مثقفون ثوريون، أو غير ثوريين بالضرورة لكن لديهم بوصلة أخلاقية نادرة وإخلاص شديد لمجالات بحثهم/إبداعهم وحسب.
من ناحيته، يركّز نيريري على أن المثقف الأصيل لا يكون أصيلا فعلا إلا حين يفهم حاجته للمجتمع وحاجته لأن يوظّف مقدراته للارتقاء بالمجتمع ككل – أي مصالح أهله وطموحاتهم – إذا أراد لنفسه الارتقاء.… More
(مشاركة موجزة، ضمن نقاش جرى على صفحات فيسبوك، في منتصف 2018)
الدراسات والخلاصات الفكرية حول فهم العنصرية، في عصرنا الحديث، صارت عموما متوافقة على قضايا عامة، يمكن تلخيصها في الآتي:
أولا: العنصرية مطية سلطوية، أي أنها تعبّر عن نفسها بالأصالة عن طريق السلطة ومؤسسات السلطة، وأحيانا بالحوالة فقط عن طريق العلاقات الاجتماعية القحة. بطبيعة الحال هنالك حالات من تنافر بعض الفئات وفق خلفياتهم الإثنية، أو الزعل التاريخي، لكن هذه لا ترقى لمرحلة العنصرية إلا حين تكون هنالك ممارسة واضحة للتسلط والقهر من فئات على فئات أخرى.… More
(بعض ظلامات “ثورة الاتصالات”)
طرائق تفكير الناس تتنوع، لكنها بصورة عامة تتأثر بمناخاتهم النفسية في الظروف الزمنية. وذلك ينطبق بصورة شبه متساوية على ذوي الحظوة النسبية من التعليم والخبرة وعلى من هم أقل حظوة، وعبر أي تصانيف أخرى (العمر، النوع الاجتماعي، اللغة، إلخ).
حين يبدأ امرئ بالتفكير باتجاه معيّن، بدوافع، أو وقود داخلي، أصلها تجربة ذاتية غذّت منظورا معيّنا للأشياء وللأحياء من حوله، فإنه يصبح في حركته مثل القطار، يستجمع سرعته تدريجيا ثم ينطلق، وحين ينطلق في ذلك الاتجاه لا يمكن إيقافه بصورة مفاجئة، بل حتى لو بدأ الوقود ينفذ، أو حصلت إعادة لحساب الوجهة المطلوبة، فأي تغيير في مسار القطار وسرعته سيحدث غالبا بصورة تدريجية كذلك — إلا في حالات نادرة، قد يحصل فيها توقّف فجائي، وغالبا ما تكون لأسباب مفاجئة أو طارئة جدا — وفي تلك الأثناء فمن يرى القطار سيرى أنه ما زال يمضي في نفس مساره وبدون أن يبدو عليه تغيّر في الدوافع أو الأهداف، أما “القطار” فوحده يدرك أنه بصدد تحوّلات مقدّرة وهذه فقط بدايتها.… More
هذا مكتوب موجز عن ظاهرة المدينة الضخمة في العصر الحديث، من حيث مشاكلها المتنوعة والوهم الذي تغذيه في سكانها – سواء في البلدان الفقيرة أم الغنية أم المتوسطة – بحيث يتكيّفون داخلها على مظنة أنهم يمثلون البلاد كاملة ويعرفونها ويمكنهم الحديث عنها؛ الأمر الذي بدوره يجلب مظنة أن الحراك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في البلاد مُمَثَّل كله أيضا في تلك المدينة وبنفس النسبة الموجودة في باقي البلاد.… More