سلسلة “كيف يحكم السودان؟”

منذ فترة، وعبر تواصل مع عدد مقدّر من الشباب (وغير الشباب) والأجسام الفاعلين في الحراك الثوري والعمل الاستراتيجي نحو التغيير، تولّدت فكرة بلورة لقضايا حوكمة محورية في السودان حاليا. بعض تلك القضايا (أو معظمها) تعرّضنا لها في مساهمات سابقة، عبر قنوات متباينة، لكن ظهر أن هنالك فائدة مرجّوة من إعادة بلورتها وصياغتها في قطع تدوينية أشبه بالكبسولات، لتسهيل تحريك النقاش العام عبر أوسع سبيل متاح الآن: شبكة الانترنت (ومنصاتها). … More

نقاشات في خضم الثورة (مجموعة مقالات)

[كتابات في شأن الحراك الثوري والأحداث المتوالية والمتصلة به في السودان، 2019 – 2024]


الحاجة إلى تنظيم ثوري
[نشر في منصات الكترونية، بتاريخ 17 سبتمبر 2024]

بات الفراغ العميق في الساحة السياسية السودانية جليا جدا مع بواكير المفاوضات حول تشكلات السلطة بعد سقوط نظام الإنقاذ في أبريل 2019، وتجلى أكثر مع دخول الفترة الانتقالية. ولم يكن ذلك الفراغ غير محسوس قبل ذلك، بل يمكننا أن نقول إنه منذ ما بعد 2013 بدأ ذلك الفراغ يظهر بمستويات شتى، لكن لم يتجلّ للجميع – كفراغ – بمثل ما تجلى في اللحظات المذكورة آنفا، ففي تلك اللحظات بدا أن التفاوت بين التنظيمات السياسية المعارضة للنظام الشمولي البائد إنما هو تفاوت في مستويات الضعف الفكري والتنظيمي، فالبعض أضعف من البعض، في مواجهة ما يطرأ وما يدوم، والبعد يبذل أكثر في محاولات مداراة أو معالجة ضعفه أكثر من البعض، لكن المظلة المشتركة هي الضعف العام، وقلة الحيلة، وصدأ محركات التطور مع الواقع.More

كيف تبرر المؤسسات وجودها؟

كيف تبرر المؤسسات وجودها؟
(التفكير كوكبيا والممارسة محليّا)

(1)
من سنن التاريخ الاجتماعي البشري أن أي مؤسسة مجتمع يتم بناؤها، لوظيفة ما، أو أي فكرة ذات قدرات تحريك جماعي عالي، إذا برزت وصارت ذات وزن، سوف تصبح ميدانا من ميادين صراع السلطة في المجتمع. بالنسبة للمؤسسة فإن الفئات صاحبة السلطة، في السياق التاريخي، ستسعى للسيطرة عليها لتؤدي وظيفتها وفق مسارات الحفاظ على تلك السلطة وتأكيدها.… More

وللشعوب ذاكرة الكوارث

مدخل أول:
بين الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، قامت تجربة “لجان الأحياء” في هايتي. لم يسمع بها معظم السودانيين والافارقة، لأسباب مفهومة، لكن تشابهات تلك التجربة مع “لجان المقاومة” السودانية (والتي سمّيت أحيانا بلجان الأحياء كذلك) تشابهات تبعث على التأمل المندهش، فهي مؤشر إلى أن عبقريات الشعوب ليست فلتات زمان أو طفرات لا تفسير لها، إذ يبدو، على أقل تقدير، أن تلك العبقريات تتفتح عن مساحات مبتكرة للمواطنة ولأنشطة أخرى وفق ظروفها ومعطياتها ومحدودياتها، وليس غريبا أن تتشابه بعض تلك المساحات المبتكرة، ولو عبر الزمان والمكان.More

مرة أخرى: من الحشد إلى التنظيم

‘من الحشد إلى التنظيم’ كانت في القاطرة الأولى.
و’من الحشد إلى التنظيم’ كانت حاضرة في كل مقطورات العملية التاريخية المؤلمة، المسماة الحراك الثوري، عبر المراحل والامتحانات الشتى. و’من الحشد إلى التنظيم’ ستظل تذكرة حضور إحراز التحول الاجتماعي والسياسي، والاقتصادي-التكنولوجي، لقوى المستقبل. فالتنظيم لا يستعاض عنه إلا من جنسه، بزيادة، على مرّ التاريخ.

ومسار التنظيم في مجمله يمتاز كل مرة عن مسار الحشد. لأن الكثيرين منّا يخلطون بين الحشد وأدواته المؤقتة وبين التنظيم وشروطه الساعية للاستدامة والتراكم.More

لعنة اليمَن: دَيْنٌ على الثورة السودانية

بين كل فترة والأخرى، أتذكّر أننا في شهور عنفوان الحراك الثوري، في بدايات 2019 وإصرار الجموع الثائرة، ومن ساندها، على المواصلة، مهما كان الأمر، من أجل مستقبل أفضل أصبح الناس أكثر جرأة على التفكير فيه وفي إمكانياته، بعد سنوات صار فيها سقف التفكير والطموح العام متدنيا…. أتذكر أننا في تلك الأيام انتبهنا انتباها جيدا لكون الشعب اليمني يعيش حالات بؤس وكوارث وأن ذلك من أثر عدوان غير مبرر وغير مشروع يشارك فيه جنود سودانيون (وأولئك الجنود كانوا من القوات المسلحة ومن الدعم السريع معا).More

من الحشد إلى التنظيم: محاور لقاء (سودان بكرة)

محاور (لقاء سودان بكرة، 29 اكتوبر 2021) – سلسلة الحراك الثوري
“من الحشد إلى التنظيم”، قصي همرور (استضافة حسام عثمان محجوب)

(1)
الوضع الراهن ومقدّماته باختصار:

  • المحاولة الانقلابية الجارية لم تكن مفاجئة، فهي إحدى السيناريوهات التي كانت متوقعة منذ سبتمبر 2019، والتي تفضي لنتيجة واحدة: انهيار الشراكة الهشة وغير المعقولة، فتلك الخلطة العسكدنية كانت كقلعة رمال بنيت على شاطئ بحر. كلا طرفي الشراكة كان منذ البداية يتربص بالآخر، باعتبار التناقضات الكبيرة بين الطرفين وباعتبار التناقضات الداخلية عند كل طرف، بجانب اعتبار ديناميكيات العوامل الداخلية الأوسع والعوامل الخارجية كذلك.
More

قواعد للراديكاليين (التنظيم المجتمعي)

مختصر القواعد الإحدى عشر التي استخلصها سول ألينسكي من خلال عمله لسنوات في التنظيم المجتمعي الجذري(الراديكالي):*

القاعدة 1: السلطة ليست هي ما لديكم فعلا، إنما هي ما يعتقد عدوّكم أنها لديكم. المغيّبون والمهمّشون يبنون سلطتهم من تكتّلهم الذي يعلي من صوتهم وأثرهم بحيث يصبح من غير الممكن تجاهلهم.
القاعدة 2: لا تخرجوا عن خبرة وتجارب المجتمع الذي تشتغلون فيه، فالنتيجة تكون عادة التشوّش والقلق وحتى التراجع.… More