نيريري وتشومسكي اتفقا على أن معظم المنتمين لشريحة المثقفين، في أي مجتمع حديث، يتمحور عملهم ومسارهم المهني حول خدمة الأوضاع القائمة كمقابل للمكانة الاجتماعية والاقتصادية المناسبة لهم في ذلك المجتمع. لا يُستثنى من ذلك إلا مثقفون ثوريون، أو غير ثوريين بالضرورة لكن لديهم بوصلة أخلاقية نادرة وإخلاص شديد لمجالات بحثهم/إبداعهم وحسب.
من ناحيته، يركّز نيريري على أن المثقف الأصيل لا يكون أصيلا فعلا إلا حين يفهم حاجته للمجتمع وحاجته لأن يوظّف مقدراته للارتقاء بالمجتمع ككل – أي مصالح أهله وطموحاتهم – إذا أراد لنفسه الارتقاء.… More