من الحشد إلى التنظيم: محاور لقاء (سودان بكرة)

محاور (لقاء سودان بكرة، 29 اكتوبر 2021) – سلسلة الحراك الثوري
“من الحشد إلى التنظيم”، قصي همرور (استضافة حسام عثمان محجوب)

(1)
الوضع الراهن ومقدّماته باختصار:

  • المحاولة الانقلابية الجارية لم تكن مفاجئة، فهي إحدى السيناريوهات التي كانت متوقعة منذ سبتمبر 2019، والتي تفضي لنتيجة واحدة: انهيار الشراكة الهشة وغير المعقولة، فتلك الخلطة العسكدنية كانت كقلعة رمال بنيت على شاطئ بحر. كلا طرفي الشراكة كان منذ البداية يتربص بالآخر، باعتبار التناقضات الكبيرة بين الطرفين وباعتبار التناقضات الداخلية عند كل طرف، بجانب اعتبار ديناميكيات العوامل الداخلية الأوسع والعوامل الخارجية كذلك.
More

دولة الرفاه والدولة التنموية: أيهما نريد؟

(تم النشر مسبقا، عبر الوسائط، في 19 و20 أبريل، وفي صحيفة التغيير الالكترونية في 21 و22 أبريل، 2022)

(1-2)

قبل قليل، شاهدت بيانا باسم “تجمع أحياء امبدة السبيل”، وهو بيان في مجمله إيجابي وفي خط لجان المقاومة الذي نؤيده. بيد أن هنالك شيئا لفت انتباهي أكثر من المعتاد، وهو اختيارهم لصفة “دولة رعاية اجتماعية مدنية ديمقراطية” باعتبارها “الدولة البنحلم بيها” [نص البيان، وبوستر البيان، في التعليقات].
More

رسائل خاصة إلى محمد جلال هاشم

[أدناه رسالة صغيرة، أرسلتها لمحمد جلال هاشم،أصلها ثلاث رسائل نصية صغيرة، خاصة، أرسلتها له بتاريخ 11 مايو 2022. بعد إحدى لقاءاتنا، في إحدى أمسيات الخرطوم، قررت إرسال تلك الرسائل له. وبعد الأحداث الأخيرة – منذ اشتعال الحرب وحتى إصابته في حادثة خطيرة في الخرطوم كادت تودي بحياته – يمكنني الآن أن أقول إني عندما كتبتها كان لدي شعور قوي، في تلك الأجواء، بأن هناك خطر يحدق بمحمد، وأن ذلك الخطر ليس لغياب خيارات السلامة لدى محمد وإنما لأني رأيته اختار وسيختار دروب الخطر بينما الظروف العامة في السودان تخبرنا بأن الأوضاع ستمضي نحو الأسوأ، وهو الأمر الذي كتبت عنه مسبقا علنا.More

نقاشات حول الأيدولوجيا، والثقافة، والوعي الزائف

‘الايدولوجيا كوعي زائف’ مساهمة ماركسية (1)
والفرق بين الثقافة والايدولوجيا في منهج التحليل الثقافي

(زيارة خفيفة لمحمد جلال هاشم)
———

أدناه محاولة سريعة ومختصرة لتناول مسألتين، من رصيد المفكر والكاتب محمد جلال هاشم، يحصل حولهما جدل كثير، لكن وفق جُملة من المعلومات السماعية والقليل من الاستزادة من المصادر الموثوقة (كمؤلفاته، منذ ثمانينات القرن الماضي، والوثائق المكتوبة).

(1)
منهج التحليل الثقافي يتخذ السلطة وممارستها عروة للحراك الاجتماعي (الثقافي) ودينامياته، ويعرّف الثقافة تعريفا واسعا، فهي “ذلك الكل المركّب الذي يشمل المعرفة، المعتقد، الفن، الأخلاق، القانون، التقاليد، وأي قدرات أو عادات أخرى يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في مجتمع ّما” وفق التعريف الذي ينطلق منه منهج التحليل الثقافي [2018، مفاكرات حول منهج التحليل الثقافي.… More

الصفوة السودانية وإدمان الصفوية

في الأيام الماضية، تناقلت الوسائط السودانية، وتناولت، بعض القصص المتنوعة التي تضمنت عددا من الشخصيات السياسية والثقافية المعروفة، تضمنت التقاط صور فوتوغرافية تجمع أحد العساكر أعضاء انقلاب 25 اكتوبر 2021 مع أحد الذين انقلبوا عليهم من الحكومة الانتقالية، إذ زار الأوّل الثاني، وعلى وجوههم المودة والبشاشة؛ كما تضمنت أحاديث عن لقاءات ومبادرات مغلقة، خارج التغطية الإعلامية وخارج السودان، يؤمها نفرٌ مختارون ويهدفون للخروج بتوصيفات وحلول للمأزق السوداني الراهن؛ كما تضمنت أحاديث عن مبادرات ومحاولات تسوية مع سلطة الانقلاب تخوضها جهات سياسية عبر وساطات خارجية، كيما تقدّم المخرجات لاحقا للشعب بعد اكتمال الصورة؛ كما جاءت هذه القصص وسط سطوة إعلامية لأخبار النقابات المهنية (professional associations) على حساب النقابات العمالية (labour unions) والتي لا تكاد تجد اهتماما ملموسا من الإعلام ومن المبادرات آنفة الذكر.More

التنمية والديمقراطية والفقر والجوع: مراجعات واقعية

في كتاب “ممكنات السودان” (2021، جوبا) تحدثنا بصورة عابرة عن النقاش الدائر وسط دراسات “الدمقرطة والتنمية” (democratization and development) – وذلك في إطار المحاججة بأن نجاح الديمقراطية في السودان يتطلب مواقف تنموية واضحة ومباشرة وذات أثر ملموس على مستوى الدولة (ولذلك قلنا إننا ندفع بنموذج الدولة التنموية)، وفي ذلك الحديث قلنا إننا نعتبر الوجهة التنموية شرطا لنجاح الديمقراطية وفق ما تفيدنا به الدراسات في البلدان الأخرى التي يمكن أن نستفيد من تجاربها.More

الحوكمة وصنع السياسات: مدخل

نظام الدولة العصرية في الغالب أعقد نظام اجتماعي في التاريخ قاطبة. يتشكل من أجهزة ومؤسسات كثيرة، تتوزّع عليها سلطات، وهذه السلطات تتقاطع وتتداخل. ثم في كل جهاز ومؤسسة هنالك هياكل قائمة بذاتها ثم لديها حلقات اتصال مع مثيلاتها. الأجهزة أجسام والمؤسسات قواعد؛ وأحيانا للأجهزة وجوه ناعمة وللمؤسسات وجوه صلبة. ووفق كل هذا التعقيد تكون الإدارة وتحريك الدواليب بأيدي أشخاص متبايني النوايا والمصالح والقدرات، فيؤثر اختيارهم ومنصبهم في المواضع الحساسة في ذلك النظام على جميع الحكاية.… More

معهد لدراسات القرار: مقترح

Institute for Decision Studies


(1)

دراسات القرار (decision studies) ليست مصطلحا شائعا، لكنه موجود، في الدوائر الأكاديمية مع بعض الانعكاسات على مجالات العمل الأخرى المتصلة بها. وهنالك أيضا ما يسمى بعلوم القرار (decision sciences) وتسميتها بالعلوم يفيد إضفاء المزيد من السطوة المعترفة (authority) لها،[1] أو على الأقل إضاءة ذلك الجانب من مسائل صنع القرار الذي يستعين على “علوم” معتمدة، مثل الاقتصاد (بما يشمل الاقتصاد السياسي والاقتصاد السلوكي والاقتصاد المؤسسي) والإحصاء (بما يشمل نظريات القرار الإحصائية) وعلم البيانات، وتعلم الآلة (machine learning) وعلوم الرياضيات والبرمجة، وسايكولوجيا الإدراك (cognitive psychology)، إلخ.… More