معهد لدراسات القرار: مقترح

Institute for Decision Studies


(1)

دراسات القرار (decision studies) ليست مصطلحا شائعا، لكنه موجود، في الدوائر الأكاديمية مع بعض الانعكاسات على مجالات العمل الأخرى المتصلة بها. وهنالك أيضا ما يسمى بعلوم القرار (decision sciences) وتسميتها بالعلوم يفيد إضفاء المزيد من السطوة المعترفة (authority) لها،[1] أو على الأقل إضاءة ذلك الجانب من مسائل صنع القرار الذي يستعين على “علوم” معتمدة، مثل الاقتصاد (بما يشمل الاقتصاد السياسي والاقتصاد السلوكي والاقتصاد المؤسسي) والإحصاء (بما يشمل نظريات القرار الإحصائية) وعلم البيانات، وتعلم الآلة (machine learning) وعلوم الرياضيات والبرمجة، وسايكولوجيا الإدراك (cognitive psychology)، إلخ.… More

لماذا نستثمر في افريقيا

القارة الافريقية تغطي 20% من سطح الكوكب (اليابسة)، وهي مكان حياة 1.4 بليون بشري–والراجح أن يبلغوا 2.5 بليون مع بلوغ سنة 2050. لدى افريقيا 60% من مجمل ما في الكوكب من أراضي صالحة للزراعة لم تُحرَث بعد؛ كما بها حوالي 30% من مجمل مخزون الكوكب من المعادن، ذلك بجانب الكثير من الغابات الغنية والمهمة (ليس كموارد تنموية فحسب وإنما للتوازن البيئي على الكوكب كله كذلك).… More

قواعد للراديكاليين (التنظيم المجتمعي)

مختصر القواعد الإحدى عشر التي استخلصها سول ألينسكي من خلال عمله لسنوات في التنظيم المجتمعي الجذري(الراديكالي):*

القاعدة 1: السلطة ليست هي ما لديكم فعلا، إنما هي ما يعتقد عدوّكم أنها لديكم. المغيّبون والمهمّشون يبنون سلطتهم من تكتّلهم الذي يعلي من صوتهم وأثرهم بحيث يصبح من غير الممكن تجاهلهم.
القاعدة 2: لا تخرجوا عن خبرة وتجارب المجتمع الذي تشتغلون فيه، فالنتيجة تكون عادة التشوّش والقلق وحتى التراجع.… More

ما أشبه الليلة بالبارحة: خضم ثورة واعتقال تاريخي

بعد ثورة أكتوبر 1964، قامت أول حكومة انتقالية بقيادة سر الختم الخليفة، ولم تستمر تلك الحكومة أكثر من 4 أشهر. كانت تشكيلة تلك الحكومة عموما “تكنوقراط” بمعنى أنهم مهنيّون وأصحاب معرفة فنية/عملية في مجالاتهم من عمل وزراعة وغير ذلك، ولم يحظ فيها أي حزب كبير أو صغير بأكثر من مقعد وزاري. كان التكنوقراط مدعومين من جبهة الهيئات، بينما كان النادي السياسي التقليدي (الحزبين الكبيرين والاخوان المسلمين) ناقما على تلك التشكيلة الحكومية واتهمها بأنها حكومة شيوعيين استأثرت بالسلطة بدون وجه حق.… More

الابستمولوجيا الاجتماعية للعلوم…. ماذا؟

في بدايات عصر ظهور المناهج العلمية الحديثة (أي ظهور تطبيقاتها وظهور الكتابة عنها بصورة قصدية ومرتبة)، منذ جاليليو وإلى ديكارت، ثم إلى نيوتن وليبينز، إلخ، كان العالِم عادة ما يكون فردا، لديه ضمانات وموارد اقتصادية كافية ووقت كافي ليوظف وقته للبحث العلمي (التجريب والتنظير)، في معمله ومساحته الخاصة (مثل مكتبته الكبيرة الخاصة). وهذا أيضا كان الحال، لدرجة من الدرجات، منذ أيام الخوارزمي وابن سينا وجابر ابن حيّان، وآخرون من حضارات وأرجاء متعددة. More

الخيال العلمي، وهموم البشرية

لعل أُفنون الخيال العلمي (science fiction) أكثر أفنون مهموم بمستقبل البشرية وبحاضرها، وذلك ليس على مستوى التكنولوجيا والعلوم فحسب – كما يتصوّر الذين ينظرون للأفنون من البُعد – بل على مستوى تنظيم المجتمعات وتشكّل القيم والمؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كذلك، بل أكثر من ذلك: على مستوى تعرّف الكائن البشري على نفسه أكثر، داخليّا، إما عن طريق اختبار نفسه وتمحيصها مع الزمن أكثر أو عن طريق اختلاطه بأشكال حياة متعددة في الكون الفسيح بحيث تكون مرآة له ولخواصه، بحيث تتمدد عنده مساحات “الإنسانية” وتتجاوز خصائص “البشرية”.More

أبناء الثقافة الثالثة، والوطنية

نحن أبناء الثقافة الثالثة* من الأيسر علينا أن نكون منفتحين على العالم [لكن ذلك لا يعني أن جميعنا كذلك، أو أن غيرنا بالضرورة ليس كذلك]. لقد ترعرعنا ونحن نتعرّض لسرديات وممارسات ثقافية متعددة المصادر، سواء أكان في ما نرى وما نسمع في واقعنا، أو ما نقرأ من كتابات وما نستهلك من فنون (موسيقى وفولكلور وغيرها) وما نشاهد من صوتمرئيات، وسواء أكان في تنوّع الخلفيات الثقافية لمن هم في دائرة أصدقائنا المقربين (خاصة أصدقاء طفولتنا) وجيراننا وزملائنا، أو في تنوّع اللغات التي ترعرعنا وفقها وصرنا نفكّر بها (على تفاوت بيننا في ذلك وحسب تجاربنا الجغرافية).More

ما زالت هنالك بركة: زاوية أخرى للأوساط المهنية

الأوساط البحثية والأكاديمية (مثل غيرها من الأوساط المهنية الكلاسيكية)فيها الكثير من التقاليد البالية، التي تحتاج لمراجعات؛ وفيها أيضا تقاليد محترمة وإيجابية، ومُجزية، وينبغي الاستزادة منها. 

من تلك التقاليد أن عددا مقدّرا من الباحثين ذوي الخبرة (نسبيا)، سواء في متوسط مشوارهم المهني أو في مراحل متقدمة منه، يستثمرون جزءا مقدّرا من وقتهم وجهدهم في دعم الباحثين الواعدين، أو الباحثين في بداية طريقهم. ورغم أن السياق قد يكون أحيانا مبنيّا على فوائد مباشرة متبادلة، لكنه في حالات ومناسبات متعددة يمكن أن يكون بدون تلك الفوائد المباشرة (لكن بالطبع له فوائد أخرى، سنذكرها بعد قليل).More